الصوم في المسيحية وفي فكر الأباء وانواعها
ما معني الصوم :
الصوم هو الإمساك عن الطعام والشراب لمدة من الزمن بغرض الاقتراب لله في توبه وإيمان. وهذا هو الصوم في مفهومه العام .
الصوم في الكتاب المقدس :
عادة ما يجتمع الصوم مع الصلاة كقول دانيال النبي " فوجهت وجهي إلى الله السيد طالبا بالصلاة والتضرعات و بالصوم والمسح والرماد " ( دانيال ٩ : ٣ ).
ما هو الصوم :
هو ليس إمتناعا عن الطعام والشراب فقط ولا عن المشتهيات لكن في جوهره هو تعبير عن حبنا لله الي بذل إبنه الوحيد لأجلنا. فإن كان السيد المسيح أسلم ذاته لأجلي فبدوري أود أن أموت من أجله النهار كله . كما هو مكتوب " من اجلك عملت كل النهار قد حسبنا غنم للذبح " ( لو ٨ : ٣٦ ) .- لهذا يرتبط صومنا عن الطعام بصومنا عن كل شر وشبه شر بل وبنمونا الروحي الدائم المستمر فنقدم لذلك صوما مقدسا للرب.
ماذا خلال الصوم :
خلال الصوم لابد أن نطلب من السيد المسيح أن يساعدنا في التحرر من ( الأنا) فنصوم عن حب ذواتنا كما عن الطعام ونمارس الحب لله خلال حبنا لأخوتنا . كما يقول بولس الرسول " وإن سلمت جسدي حتى أحترق وليس لي محبة لا أنتفع شيئ " (١ كو١٣ : ٣ )
أيام الصوم المقدس
ومنها أيام صوم الرسل أو صيام الرسل الذي نصومه في هذه الأيام المباركة هي أيام توبه وتذلل لكنها في نفس الوقت أيام مفرحة ومبهجة ويؤكد علي هذا الكلام ما نلمسة مثلا في صيام أسبوع الألام ( البصخة المقدسة ) فمع ممارسة المؤمنين للنسك الشديد في مثل هذه الأيام بالنسبة لباقي الأصوام لكنك تشعر بعلامات الفرح الحقيقي وتعزيات الروح القدس التي تملأ القلب.
يقول القديس البابا أثناسيوس الرسولي :
" ليتنا لا نترك هذه الأيام تمر علينا كمثل من هم في حزن إنما إذ نتمتع بالغذاء الروحي تخمد شهواتنا . بهذه الطريقة نستطيع أن نغلب أعدائنا ( الشيطان والشهوات ) ".
الصوم في فكر الأباء :
1 - مار اسحق السرياني :
يقول القديس مار اسحق السرياني عن الصوم ( الصوم هو بداءة طريق الله وكذلك هو طريق ملازم لجميع الفضائل . لذا فالصوم يتقدم جميع الفضائل فهو بمثابة أبو الصلاة وأيضا نبع الهدوء ومعلم للسكوت ومشرق العقل لعشرة الله ).
2 - القديس يوحنا الدرجي :
يذكر أن ( الصوم غصب الطبيعة وهو أيضا ختان لذة الحنجرة ومنع الشهوة وإقتلاع الأفكار الرديئة ونقاوة القلب وحارس العقل ونور النفوس ).
3 - القديس باسيليوس الكبير :
وله أقوال عدة عن الصوم منها ( الصوم هو الذي يقود الإنسان نحو الله ).
وأيضا ( الصوم هو حارس للصغار ويعطي الهيبة للشيوخ ويعطي التعقل للشاب وصون لرباط الزيجة ومربي للبتولية ).
4 - القديس إغريغوريوس اسقف نيصص : إغريغوريوس النزينزي :
يقول القديس غريغوريوس عن الصوم ( كما أن القيامة تعطي وتقودم لنا حياى تتساوي مع الملائكة . ومع الملائكة ليس طعام . فإن هذا به الكفاية للإعتقاد بأن الإنسان الذي سوف يحيا على الطقس الملائكي فهذا سوف يتحرر من هذا العمل الذي هو " العبودية للأطعمة والمشروبات " ).
أنواع الصوم :
1 - صوم فردي :
وهو ذلك الصوم الذي يصام لأغراض معينة لكن بشرط ان يكون هذا الصيام تحت إشراف أب الإعتراف.
وهذا كما صام إيليا النبي ودانيال وحزقيال وداوود . وأيضا كما صام في العهد الجديد بولس الرسول وبطرس الرسول وكرنيليوس.
2 - الصوم الجماعي :
وهو عبارة عن صوم عام يشترك فيه الشعب كله .
( أ ) في العهد القديم :
صيام أهل نينوي - صوم الملكة استير وشعبها - صيام بني إسرائيل أيام عذرا الكاهن .
( ب ) في العهد الجديد :
صيام الكنيسة في أنطاكيا " وفيما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح لهم أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما " اعمال الرسل 13 : 2
وأيضا كما صام بولس الرسول ومن معه " ولما مضى زمان طويل وصار السفر في البحر خطيرا إذا كان الصوم أيضا قد مضى جعل بولس ينذرهم " أعمال الرسل 27 : 21
من الذي يحدد الأصوام الجماعية :
الذي يحدد هذا الصوم ولة هذا السلطان هو الكنيسة بما فوض وأعطاها لها السيد المسيح من سلطان . وقد حددت الكنيسة هذة الأصوام جميعها في مجامع مسكونية .
تعليقات
إرسال تعليق