عصر الأباء الرسل ( العصر الرسولي )( 34 : 100 م )
الأحداث في أورشليم واليهودية
1 - أختار السيد المسيح تلاميذه الأثني عشر والرسل السبعين
في بداية خدمته الجهرية على الأرض . وعايشوا كل شيء مع الرب يسوع وكانوا
شهود عيان علي معجزاته واقوالة وصلبه وموته وقيامته . وقد كانوا هم أعمدة الكنيسة
التي ولدت يوم حلول الروح القدس.
وظهوره لتلاميذه عند بحرية طبرية ( لو 21 : 4 ) .
وكان للظهورات أهمية :
( أ )
أكدت لهم حقيقة قيامة الرب من بين الأموات
( ب ) هذه الظهورات ملأت قلوبهم فرحا وعزاء .
وفي نهاية هذه الفترة أوصاهم الرب يسوع ألا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الأب (
الروح القدس )
( ج )
كانت هذه الفترة تمهيدية لأعمال الكرازة فيها سلمهم الرب يسوع كل الأمور المختصة
الكنيسة التي سيأتمنهم عليها .
3 –
بين الصعود وحلول الروح القدس ( يوم الخمسين ) :
اجتمعوا
الآباء الرسل في العلية التي ببيت مار مرقس وكانوا يواظبون علي الصلاة بنفس واحدة
. واختاروا تلميذا بدلا من ( يهوذا الخائن ) . وصلوا وطلبوا إلى الرب أن يظهر اختياره
لأحد الاثنين ( يسطس أم متياس ) ثم القوا قرعة فوقعت على ( متياس ) فصار واحدا من
الأثني عشر ( أع 1 : 15 )
+
وفي يوم الخمسين من قيامة الرب حل الروح القدس على التلاميذ في العلية في وقت
الثالثة بالتوقيت العبري ( التاسعة صباحا ).
وقد
صاحب هذا الحلول ثلاثة مظاهر :
( 1 ) صوت هبوب ريح عاصفة : والريح في العهد القديم ترمز للقوة الروحية
( 2
) ظهور ألسنة من نار منقسمة على رؤوسهم : والنار علامة علي حضور الله في العهد
القديم كما حل الله علي جبل سيناء بالنار (خر19– 18)
( 3
) التكلم بألسنة مختلفة : وكان هذا ليفهم الجميع كلمة الرب ويعتبر أيضا تصويب لما
حدث قديما عند برج بابل من بلبلة الرب لسان الأشرار.
+
ثم وقف بطرس وألقى عظة تكلم فيها أن الرب يسوع الذي قتله اليهود هو نفسه المسيا
الذي تنبأ عنه داود النبي . وبنهاية العظة امن ثلاثة ألاف نفس واعتمدوا علي اسم
الرب يسوع .
+
ملاحظة هامة : يوم الخمسين كان موافقا لعيد عن اليهود يسمي ( عيد الحصاد ) أو عيد
أوائل الثمار الزراعية أو عيد الخمسين لأنه يقع في اليوم الخمسين من ( عيد الفصح )
. وأيضا يحتفلون فيه بتذكار استلام موسي النبي للشريعة في اليوم الخمسين من خروجهم
من أرض مصر .
لذلك
كان هذا العيد أكثر ملائمة لتأسيس الكنيسة لأن :
( 1 ) هو عيد أول الثمار الزراعية وأصبح عيد لأوائل
الثمار الخلاصية ( 3000 نفس ) ونالوا من ثمار الروح القدس .
( 2 ) كان الاحتفال باستلام الشريعة فصار عيدا
أستلم فيه المؤمنين الروح القدس الذي كتب علي ألواح قلوبهم اللحمية
( 3 ) كان العيد تحضره جموع اليهود من كل مكان
لذلك كانوا هؤلاء بإيمانهم هم بذرة انتشار المسيحية في تلك البلدان قبل وصول الرسل
إليها .
امتداد الكرازة :
وبدا
عدد المؤمنين في الزيادة بكرازة الرسل فإختار الآباء الرسل سبعة شمامسة للعناية
بالفقراء.وقفز عدد المؤمنين إلى خمسة ألاف (أع4: 4)
وكانت
نتيجة هذا النجاح سلسلة طويلة من المؤامرات والإضطهادات التي مرت بها الكنيسة
والمؤمنين .
استشهاد استفانوس أول الشهداء ( 36 م ) : -
أحد
السبعة الشمامسة المملوئين إيمانا وقوة وكان يصنع عجائب ومعجزات وقد أثارت شخصيته
حسد اليهود فحكموا عليه في المجمع بالموت رجما بعدما تكلم في حديث طويل عن الرب
يسوع وتاريخ الأمة اليهودية بالدليل والبرهان ولكن اليهود كانت قلوبهم قاسية
فأخرجوه خارج المدينة ورجموه وكان هو يصلي من أجل قاتليه ان لا يقم عليهم الرب هذه
الخطية وكان وجهه متلألأ ورأى مجد الله والرب قائم عن يمين القوة واستشهد سنة 36 أو
37 م ( اع 7 ).
اهتداء شاول الطرسوسي للمسيحية عام 37 م :
هذا
الرجل كان غيورا جدا لمنها غيرة بدوافع ومفاهيم فريسية خاطئة فكان يضطهد كنيسة
الله . وفي إحدى حملاته وعند أبواب دمشق ألتقي بالسيد المسيح . وبعدها ظل شاول
ثلاثة أيام لا يبصر وبقس صائما إلى أن أرسل له الرب ( حنانيا ) أحد السبعين رسولا
ليضع يديه علية فتسقط قشور من عينية ويبصر وللوقت قام وأعتمد وامتلأ من الروح
القدس . وتحول شاول إلي ( بولس ) رسول الأمم العظيم وقام بثلاث رحلات تبشيرية وكتب
14 رسالة تشرح الإيمان المسيحي .
استشهاد أول الآباء الرسل ( يعقوب بن زبدي ) عام 44 م :
علي
يد هيرودس أغريباس الأول ( حفيد هيرودس الكبير ) والي اليهودية . وذلك استرضاء
لليهود فبدأ في اضطهاد المسيحيين فقبض علي ( يعقوب الكبير ) وأمر بقتله بحد السيف.
وكان
لثبات وشجاعة هذا القديس ان الجندي المكلف بقتله تأثر جدا وأمن بالرب يسوع وقطعت
رأسيهما بالسيف .
حبس بطرس :
عندما
رأي هيرودس أن تعذيب المسيحيين يرضي اليهود قبض علي بطرس الرسول وسجنه وكانت الكنيسة تصلي بلجاجة من اجل بطرس.
لكن
نجد أن الله لم يترك كنيسته لأن هيرودس هذا مات موتة شنيعة لأنه في إحدى الحفلات
أبدى الحاضرون إعجابهم به قائلين ( هذا وجه غله لا وجه إنسان ) " فضربه ملاك الرب وصار الدود يأكله ومات
لأنه لم يعط المجد لله " ( أع 12 : 20 )
نياحة السيدة العذراء :
لقد عاشت العذراء مريم 60 سنه منها
12 في الهيكل , 34 في بيت يوسف , وقضت 14 سنه في بيت يوحنا بعد الصلب ثم سلمت روحها بيد إبنها الذي حضر وقت نياحتها.
أما الجسد
فكفنه الرسل ووضعوه بالقبر وفي الطريق أعترض أحد اليهود التابوت فانفصلت يديه
وتعلقت بالنعش حتى ندم باكيا وبصلوات الرسل عادت كما كانت فامن بالرب يسوع .
وتوما
لم سكن موجود ولما عاد طلب رؤية الجسد لكي يصدق ولما فتحوا القبر لم يجدوا الجسد
فاخبرهم توما انه شاهد الجسد مع الملائكة صاعدين به . وقد وعد الرب تلاميذه ان
يريهم الجسد وظلوا منتظرين هذا الوعد حتى 16 مسري الذي هو عيد تذكار إظهار إصعاد
جسد أمنا العذراء.
تعليقات
إرسال تعليق