سر الإفخارستيا ( سرالشكر - سر التناول )
ما هو سر الإفخارستيا أو سرالشكر او سر التناول :
سر الافخارستيا هو تاج
الأسرار فيه يتغذي المؤمن روحيا بجسد
المسيح وبدمه تحت أعراض الخبز والخمر.
نعمة غير منظورة : ( إتحاد وثبات في المسيح وغفران لخطايا وحياة أبدية ) تعطي عن طريق طقس منظور : ( القداس ) بواسطة كاهن شرعي.
أسماء السر : -
1 - الإفخارستيا ( كلمة يونانية تعني الشكر ).
2 - سر الشركة.
3 - العشاء السري.
4 -- العشاء الرباني.
5 - مائدة الرب.
6 - سر التناول.
مادة السر : ( الخبز و الخمر )
1 - الخبز
يصنع من دقيق القمح ( الحنطة ) الخالص دون أي إضافات سوى الخميرة فهو خبز مختمر.
2 - أما الخمر فهو عصير العنب ( الكرمة ) حيث ربنا يسوع المسيح شبه نفسه بالكرمة الحقيقة.
س لماذا سمي " سر الشكر " ؟
ج : لأن السيد المسيح قدم الشكر للأب في يوم
تأسيس هذا السر ( يوم خميس العهد ) فالفعل الأساسي هو الشكر.
كما أن السر هو أعظم تعبير عن الشكر الذي تقدمة الكنيسة للسيد المسيح له المجد.
رموز الإفخارستيا في العهد القديم :
1 – شجرة المن ( تك 2 ).
2 – ذبيحة ملكي صادق ( تك 14 ).
3 – خروف الفصح (
خر 12 ).
4 – خبز الوجوه ( خر 15 ).
5 – المن السماوي ( خر 16 ).
6 – ذبيحة السلامة ( لا 3 ).
7 – جمرة أشعياء النبي ( إش 6 ).
تأسيس سر الإفخارستيا : ( يو 6 : 51 – 64 )
1 – شرح السيد المسيح أهمية هذا السر للخلاص والحياة الأبدية وأنه حقيقي وليس رمزا أو مجازا كذلك شرح خطورة عدم التناول منه.
حيث نجد في ( يو 6 : 51 – 58 ) تأكيد علي أن :
1 - جسده مأكل حقيقي ودمه
مشرب حقيقي وليس رمزا.
2 - الأكل من جسده والشرب من دمه شرط أساسي للحياة
الأبدية.
3 - من يمتنع عن تناول هذا السر ليس له حياة أبدية.
4 -
التناول من هذا السر هو الطريقة الوحيدة للثبات في المسيح.
5 - أنه سيعطينا جسده علي شكل خبز.
6 - أنه لن يتنازل عن ذلك حتى لو تركة كل تلاميذه.
2 – حينما أعترض كثير من التلاميذ علي أكل جسده وشرب دمه لأنهم فهموا كلامه حرفيا لم يتراجع أو قال أن هذا ليس قصدي حرفيا بل أكد عليه.
ففي ( يو 6 : 52 ، 53 – يو 6 : 60 – 64 ) ومنه تتضح الحقائق الآتية :
أ - اليهود الحاضرين فهموا كلامه
حرفيا وليس رمزيا وعرفوا أنه يأمرهم بأكل جسده وشرب دمه.
ب - تعود السيد المسيح أن يصحح أي فهم خاطئ لكلامه أو معني لم يقصده.
جـ - لكن أكد السيد المسيح علي المعني الذي قصده وهو الذي فهموه وذلك بقوله " جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ".
3 – عندما أنسحب ألاف من أتباعه لم يتراجع بل خير تلاميذه الأثني عشر بين الإيمان بذلك أو يتركوه هم أيضا ( يو 6 : 66 – 69 ).
أ - السيد المسيح الذي لا يشاء هلاك إنسان واحد
بل يسعى لخلاص كل نفس لم يتراجع عن هذا التعليم حتي لو تركه الألاف ورجعوا من
ورائه.
ب - أظهر
أنه علي استعداد للتخلي عن تلاميذه الأثني عشر ولا يتخلي عن هذا التعليم.
4 – صنع هذا السر عمليا أمام تلاميذه ليله ألامه : ( مت 26 ، مر 14 ، لو 22 )
أما
القديس يوحنا لم يذكر ذلك لأنه كتب بعد حوالي 60 سنة من صعود السيد المسيح حيث
كانت مائدة الأفخارستيا تأصلت في الكنيسة وأكد علي ذلك القديس بولس الرسول في ( 1
كو 11 ).
5 – السيد المسيح أمر تلاميذه بالأكل من جسده والشرب من دمه : كما في ( مت 26 : 26 – 28 )
" وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطي التلاميذ وقال : " خذوا كلوا.هذا هو جسدي وأخذ الكأس وشكر.
وأعطاهم قائلا : اشربوا منها كلكم . لأن هذا
هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ".
6 – أمرهم بصنعه بنفس الطريقة إلي أن يجئ :
"
لأني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا : إن الرب في الليلة التي أسلم فيها.أخذ خبزا
وشكر وكسر وقال " خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم.أصنعوا هذا لذكري
" كذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا " هذه الكأس التي للعهد الجديد
بدمي.أصنعوا هذا كلما شربتم لذكري " فإنكم لكما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه
الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ "
( 1 كو 11 : 23 ، 26 ).
7 – مارس الآباء الرسل سر الإفخارستسا كما تسلموه من السيد المسيح :
" كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة
دم المسيح ؟ الخبز الذي نكسره أليس شركة جسد المسيح ؟ " ( 1 كو 10 : 16 ).
كما أن القديس مارمرقس سلمنا سر الإفخارستسا
والقداس الذي نصلي به ( القداس الكيرلسي).
8 – سلم الآباء الرسل تلاميذهم ما استلموه من السيد المسيح : وهذا يتضح من قول القديس بولس الرسول " لأني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا . " (1 كو 11 : 23 ).
9 – يحذرنا القديس بولس الرسول من التناول بدون استحقاق : ( 1 كو 11 : 27 – 31)
10 – إجماع الآباء :
( أ ) فلقد أجمع أباء الكنيسة في كل زمان ومكان علي حقيقة هذا السر وحرفية كلام السيد المسيح ومنهم,
1 - القديس يوستينوس الشهيد ( 100 – 165 ) ،
2 - القديس غريغوريوس النيسي (
335 – 364 ).
( ب ) من قرارات مجمع نيقية المسكوني ( 325م )
( لا ينبغي أن ننظر علي المائدة
المقدسة إلي الخبز والكأس كأنهما متقدمان علي بسيط الحال بل يجب أن نرفع الروح
فوق الحواس ونتفهم بالإيمان أن حمل الله الرافع خطية العالم يستريح ههنا مذبوحا من
الكهنة وأنكم ستناولون جسد الرب نفسه ودمه الكريم نفسه اللذين نؤمن أنهما رسوم
القيامة ).
11 – تاريخ الكنيسة : ففي كل العصور يقام هذا السر والقداسات.
12 – الآثار : تشهد الآثار الكنسية من عصر الرسل علي وجود المذابح والأواني المستخدمة في القداسات.
فاعلية سر الافخارستيا : -
1 – الغفران :
" وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " ( عب 9 : 22 ).
( يعطي عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه ).
2 - التطهير :
" ودم يسوع المسيح أبنه
يطهرنا من كل خطية " ( 1 يو 1 : 7 ).
3 – التقديس :
" لذلك يسوع أيضا.لكي يقدس الشعب بدم نفسه ، تألم خارج الباب
" ( عب 13 : 12 ).
4 – الثبات والاتحاد في المسيح :
" من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه
" ( يو 6 : 56 ).
- نثبت فيه كما يثبت الغصن في الكرمة ( يو
125 : 1 – 6 ).
5 – القيامة والحياة الأبدية :
نتحد بجسد المسيح الحي معطي الحياة الذي فيه الحياة من
ذاته فتنتقل إلينا هذه الحياة الأبدية التي هي أقوى من الموت فتأخذ عربون القيامة
والحياة الأبدية ، وباتحادنا به ( روحيا وليس أقنوميا ) نصير مؤهلين لدخول الحياة
الأبدية بالطبيعة التي تقدر أن تعاين مجد لاهوته. ( يو 6 : 48 – 56 ).
6 – الشركة مع المؤمنين ( الجسد الواحد ) : -
" نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد ....
" ( 1 كو 10 : 16 – 22 ).
ونلاحظ أن : في الافخارستيا :
1 – نتحد بالمسيح (
الرأس ) علي ( المستوي الرأسي ).
2 - ونتحد
ببعضنا البعض من خلال إتحادنا كلنا بالمسيح وهذا هو ( المستوي الأفقي ).
3 -
والمستويان معا يمثلان " عمل الصليب ".
7 – غذاء وشفاء وسلام للنفس والجسد والروح :
فقال لهم يسوع " أنا هو خبز الحياة من
يقبل إلي لا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا " ( يو 6 : 56 ).
ويقول
القديس يوحنا ذهبي الفم ( إذا كان الذين يلمسون ثوبه فقط ينالون الشفاء فكم يكون
الذين يتناولونه ).
8 – شفاعة في المؤمنين :
ففي الحضور الحقيقي لرب المجد علي المذبح تقدم الكنيسة له كل صلواتها وطلباتها من أجل الكل حسب احتياجاتهم.
( المرضي – المسافرين – الراقدين – الموعوظين – الأرامل – الأيتام ..... ).
ومن فاعليتها أيضا : -
1 - رحمة للراقدين.
2 - النمو في النعمة والكمال الروحي.
3 - تذكر موت وقيامة وصعود ومجئ الرب ( ونعيش أحداثها ).
العلاقة بين ذبيحة الافخارستيا وذبيحة الصليب :
إن ذبيحة الإفخارستيا هي امتداد لذبيحة الصليب فالسيد المسيح قدم نفسه مرة واحدة علي الصليب ذبيحة لله أبية وترك جسده يقدم كل يوم علي مذابح لا تعد ولا تحصي ، مثل الشجرة التي زرعت وأعطت ثمرا وتعطي كل يوم فروعا جديدة .. وهذا ما عبر عنه القديس يوحنا ذهبي الفم اذ قال ( ألسنا نقدم كل يوم قرابين ؟ نعم نقدم...هذه الذبيحة التي نقدمها كل يوم هي واحدة لا أكثر لأنه قدم نفسه مرة واحدة لذلك فنحن نقدم حملا واحدا بعينه ولا نقدم اليوم حملا وفي الغد أخر ، لأن لنا مسيحا واحدا وليس مسحاء ).
التناول باستحقاق :
للاستحقاق معان كثيرة وأهمها : الاستعداد الروحي - والاستعداد الجسدي
أولا : الاستعداد الروحي : -
1 - أن يكون المتناول مسيحيا أرثوذكسيا.
2 - يكون مؤمنا بالسر وفاعليته.
3 - يمارس سر التوبة والاعتراف.
4 - يكون في صلح وسلام مع الآخرين.
5 - مدركا قيمة وعظمة جسد الرب ودمه.
ويقول
الأنبا متاؤس : ( الاستحقاق هو الشعور بعدم الاستحقاق وشعور الإنسان بأنه خاطئ وأن
القدسات للقديسين وهو لم يصل بعد إلى القداسة ).
ثانيا : الاستعداد الجسدي : -
1 - نظافة الجسد والملبس.
2 - الانقطاع عن الطعام 9 ساعات ، 6 للأطفال.
3 - الامتناع عن العلاقة الزوجية ليلة ونهار التناول.
4 - يمتنع عن التناول في حالة الاحتلام.
5 - تمنع النساء عن التناول فترات الدورة الشهرية والنفاس.
6 - التأخر عن حضور الكنيسة إلي ما بعد قراءة الإنجيل يمنع التناول.
تعليقات
إرسال تعليق