معجزات وجهاد وإضطهاد القديس يوحنا ابن عبدون
تابع معجزات البطريرك يوحنا بن عبدون :
( 2 ) خرج القديس يوحنا إلي البحر لبناء قنطرة كانت الناس تعبر عليها فأنهدمت فسألوه أن يقف عليها عند الابتداء حتى تنالها بركته وحتى يشجع الناس علي بنائها . فلما كملت في اليوم الثالث تزاحم الجميع في عبورهم عليها فسقط شاب في البحر وقد كان عرض البحر عشرين ذراع وكان تياره قوي جدا فتقدم الأب أن ينزل يشيله فنزع جماعه من الحاضرين ثيابهم ونزلوا يطلبوه فلم يجدوه وظلوا يفتشون حتى تعبوا . ولما عرفت أمه خرجت باكيه صارخة مثل أرملة نايين فوجدوه بعد عشرة ساعات واصعدوه وهو ميت فحملوه إلي خيمة أنبا يوحنا وتركوه فقام القديس وصلي وسأل الله فيه ففتح الشاب عينيه فقام وخرج من الخيمة حيا فازدحم الناس عليه لينظروا هذه الآية العظيمة حتى وصل خبرها إلى بلاد مصر وصار فخر الأرثوذكسيين.
( 3 ) ذات مرة هرب أنبا افرهام أسقف دمياط إلى القديس يوحنا لأجل ما جرى عليه من شعبه فمضى ودخل ديره وعليه لباس زري بزى الرهبان ليخفى أمره فوقف في زاوية البيعة في وسط الرهبان وكان يوم أحد والأب يوحنا بالداخل فقال لتلميذة أن يمضي إلى موضع معين فيجد أسقفا مصريا فيأتي به . فمضى التلميذ ولم يعرفه ولكن الأب يوحنا قال له أرجع مرة أخرى ستجده ومعه راهبين غريبين فرجع التلميذ وقال للثلاثة من منكم الأسقف فقال له الأب يوحنا يدعوك فأتي معه ولما دخل سجد بين يديه فأقامه البطرك وقال له لماذا هربت من النعمة التي أعطاها لك المسيح فقال له أنا لست هارب بل أتيت لأخذ بركتك فقال له الأب يوحنا لا بل أنت هارب من كثرة الكلام والتعب الذي نالك وخاطبه بكلام طيب قلبه وأقام عنده مده ثم أعاده الي كرسيه مكرما.
( 4 ) ويقول أنبا افراهام أسقف دمياط أنه شاهد عجائب عندما كان مقيم عند أنبا يوحنا فقد شاهد تلميذ من تلاميذه كان أعمى وأنبا يوحنا فتح عينيه فقص هذا التلميذ الأعمى للأنبا أفراهام فقال كنت أعمى وكنت أجلس عند حوض ماء وكنت أمسك ثياب اللذين أعرف كلامهم ليتصدقوا علي بشيء من مالهم فجذبت يوم ثوب واحد من الأخوة فمضى وشكاني للأب يوحنا فخرج إلى عندي وقال لي يا ولدي ما بالك تؤذى الناس وتخرق ثيابهم فقلت له أنا أعمي وضعيف وهم يبصرون أطلب منهم أن يعطوني . فقال له الأب يوحنا فإن فتح السيد المسيح عينيك ماذا تفعل . فقلت له أخدمك إلى يوم وفاتي فأخذ بيده من ذلك الحوض ماء وقال السيد المسيح الذي طلى عيني الأعمى بالطين هو يفتح عينيك هاتين ورش الماء على عيني فانفتحتا فخدمته إلى الآن وأخدمه أيضا إلى أن أموت تحت رجليه.
جهاده واضطهاده :
1 - لقي
أنبا يوحنا تعبا عظيما وأخذ إكليلا جليلا بصبره واعترافه بالأمانة الأرثوذكسية
قدام المخالفين أمثال ملك الروم وبطركهم وطائفته .
2 - كان اليعاقبة الأرثوذكس من كثرة محبتهم للقديس يوحنا يمضوا إليه في كل وقت الي الدير ليتباركوا منه وكان إذا أتاهم يلقوه بالصلبان والمجامر ويلقوه بالأناجيل من باب المدينة الي الكنيسة بفرح عظيم وكانوا يتحدثون بالآيات التي يعملها الله علي يده فوجد الشيطان له معين في أذية البطرك فكان يوجد مطران ممن يقولون بطبيعتين وهو مطران ملطيه الملكي الخلقدوني نيقافور أو ( نيقوخور )وكان تلميذ الملك رومنوس في الدراسة.
3 - كما يذكر في ( كتاب السريان إيمان وحضارة ج2 ).
أن نيقافور هذا كان صديقا لملك
الروم وزميلا له في الدراسة.
فناصبه حسدا لأنه رأى إجلال الناس للبطرك يوحنا أما هذا المطران فكان يدخل ويخرج ولا يلتفت إليه أحد فتفتت قلبه حسدا وغيرة . فوشي به هذا المطران الخلقدوني عند الملك بأنه يستميل اليونان الي مذهبه ويضللهم ويجذبهم إليه وان البطرك يوحنا قد تطاول والناس يطيعوه أكثر منك وهم يعاقبه وهو أيضا يدعو للملوك غيرك أكثر منك وقد صار له اسم كاذب أنة يقيم الموتى فلتطرده الآن من ملكك وتحضره الي ها هنا ويحكم قدسك بيني وبينه فأرسل الملك أمرا الي حاكم المدينة أن يقبض علي البطريرك ويبعث به الي القسطنطينية . فلما علم المؤمنين بالخبر اجتمعوا كلهم وقالوا نحن نموت كلنا ولا يؤخذ منا . فمنعهم القديس يوحنا وقال لهم كلاما لينا أن من يقاوم الملك فهو يخطئ وما عسي الملك أن يعمل غير قتل جسدي فإن فعل لي هذا فهو أكليل وإن كلمني من أجل الأمان فهو جهاد لي وكرامة . وأخذ يكلمهم كثيرا الي أن تركوه فسار مع الرسل ومعه أربعة أساقفة وثلاثة رهبان.
4 - وفي رواية ( ابن العبري في كتابة التاريخ الكنسي ).
يذكر أن الوالي حاول تهريبه الي حدود العرب لعدم تمكنه من إلقاء القبض عليه لكونه من دير البارد فلم يتمكن خوفا من غضب الملك عليه فأضطر ورافق موفدي وجند الملك المدججين بالسلاح لأنهم أشاعوا أن في الدير ألف راهب يحولون دون القبض عليه . لهذا أعدوا أنفسهم كالمحاربين وهجموا علي الدير . وهكذا اصطحبوه ودخلوا ملطيه فثارت ثائرة أبنائها وبالكاد استطاعوا تأخيره الي الشتاء بعد أن رشوا الكبار.
فغادر البطريرك ملطيه بصحبة ستة أساقفة ورهبان وعشرين كاهنا فدخلوا الي القسطنطينية في منتصف حزيران عام 1340 فأرسل أسقف ملطيه اليوناني اللعين من ينادي في الشوارع أن هؤلاء لا يعترفون بوالدة الله ويسجدون للتيس فأمطرهم الشعب بوابل من البصاق في كنيستهم الكبرى.
5 - وفي ( كتاب السريان إيمان وحضارة ج 2 ).
يذكر أنه رحل الي القسطنطينية بصحبه ستة أساقفة
وعشرون قسوس ورهبان . ووصل إليها عام
بركة وشفاعة هذا القديس العظيم مع جميعنا أمين
تعليقات
إرسال تعليق