القائمة الرئيسية

الصفحات

مساحة إعلانية – سيتم تفعيلها قريبًا

الفتح الإسلامي لمصر وموقف الأقباط كما ذكره إبن إياس في كتابة ( بدائع الزهور )

 

الفتح الإسلامي لمصر وموقف الأقباط كما ذكرة إبن إياس


الفتح الإسلامي لمصر وموقف الأقباط 

 كما ذكره إبن إياس في كتابة ( بدائع الزهور )  



أولا : دخول عمرو بن العاص إلى مدينة الإسكندرية في زمن الجاهلية قبل الإسلام :


قال ابن عبد الحكم : كان القبط يجتمعون في الملعب بالإسكندرية في يوم معلوم من السنة ويرمون بأكره فلا تقع في حجر أحد من الحاضرين إلا ملك مصر , وكانت هذه الأكرة من الذهب مكللة باللؤلؤ والياقوت وكانوا يلتقفونها بأكمامهم فمن وقعت الأكرة في كمه فلم يمت حتى يملك مصر وكان يحضر هذا الملعب ألف ألف إنسان من القبط .


فأتفق ان عمرو بن العاص حضر ذلك الملعب في بعض السنين في زمن الجاهلية فأقبلت الأكرة تهوي حتي دخلت كم عمرو بن العاص فتعجبوا القبط من ذلك وقالوا : " ما كذبنا هذه الأكرة قط إلا هذه المرة أترى هذا الإعرابي يملكنا ؟ هذا لا يكون أبدا " فلم يزل عمرو حتى ملك مصر في الإسلام .


ثانيا : ابتداء دولة الإسلام وفتح مصر على يد عمرو بن العاص: 


1 - لما بلغ المقوقس دخول العرب إلى مصر أرسل جيشا إلى عمرو بن العاص فتلاقى جيشه على الفرما فوقع هناك قتال شديد وهو أول قتال وقع في قرى مصر . ثم أن عمرو أقام يحاصر أهل الفرما نحو شهر ثم فتح الفرما وهي أول قرية فتحت على يد عمرو بن العاص .


2 - لما أقتحم العرب الحصن وفتحوه خاف المقوقس على نفسه من القتل فتوجه إلى الجزيرة بمعنى الروضة وأرسل إلى عمرو يسأله في الصلح وأن يفرض للعرب على القبط دينارين على كل رأس . فأرسل عمرو للمقوقس " ليس بيني وبينك إلا ثلاث خصال : إما تدخل في الإسلام وإما تعطي الجزية وتكون امنا علي نفسك من القتل وإما تقاتلنا ونقاتلك " .


3- وحاصر عمرو بن العاص الحصن لمدة ستة أشهر ولما جاءت رسل عمرو إلى المقوقس قال لمن حوله من القبط " كيف رأيتم في هذا الأمر " قالوا : " إن هؤلاء لا طاقة لنا بهم ... فإن لم تغتنموا صلحهم وهم محصورون فلم يجيبونا بعد ذلك إلى الصلح " .


4 - وقد حاول المقوقس مع عمرو ومن معه أن يأخذوا مال ويرحلوا فرفض رسول عمرو ذلك الأمر .

فقال المقوقس لمن حوله : " قد فرغ القول منهم فماذا ترون في ذلك " فقالوا : " أما الدخول في دينهم لا يكون أبدا وأما أنهم يسبوننا ويجعلوننا لهم عبيدا فالموت أهون علينا من ذلك " .


5 - ولما رجع عبادة إلى عمرو بن العاص وأخبره بما قالوه القبط فأمر جيوشه بالقتال والمحاصرة فلما حاصروهم لم يطيقوا القبط ذلك وتسحبوا في السفن إلى الروضة وحصنوا برها . فما رأى المقوقس ذلك قال للقبط " ألم أعلمكم بهذه الأحوال قبل وقوعها فما تروا الآن " ؟ فقالوا : " نذعن للجزية ونعقد الصلح بيننا وبينهم ".


6 - فأرسل المقوقس إلى عمرو بن العاص فعند ذلك أجتمع الصحابه على أن يفرضا على كل رأس من القبط دينارين وليس الشيخ الفاني ولا الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا على النساء شيئ من الجزية وعلى أن للمسلمين عليهم النزول والضيافة حيثما كانوا من القرى مقدار ثلاثة أيام .


7 - - قال ابن عبد الحكم : " كان عدد القبط يومئذ ثمانية ألاف ألف إنسان غير الروم "


8 - قال ابن لهيعمه : لما توجه عمرو بن العاص إلى فتح الإسكندرية بعد فتح مصر فحاصر المدينة مدة طويلة فلما أعي من ذلك جاء رجل يقال له ابن بسامة وكان بوابا بالإسكندرية فقال له : " أيها الامير أعطني الأمان لي وأولادي وأهل بيتي وأنا أفتح للعسكر بابا مخفيا عن الناس من أبواب المدينة فيملكونها من غير قتلا " فأجابه عمرو بن العاص إلى ذلك ففتح له الباب فما شعر أهل المدينة إلا وقد هجم عليهم العسكر وملك المدينة فتسحب من كان بها حتي فتحت هذه المدينة العظيمة وكانت في غاية التحصن قيل كان عليها ثلاثة أسوار .


9 - وكتب عمرو بن العاص كتاب إلى عمر بن الخطاب يبلغه أنه قد فتح مدينة الإسكندرية ووصف له ما فيها من جمال وأنه وجد بها ( أربعين ألف يهودي وجب عليهم الجزية ومن الروم والقبط ستمائة ألف إنسان سوى النساء والصبيان ) . فرد عليه عمر بن الخطاب بكتاب يقول فيه " من كان من القبط والروم في أيديكم فخيروه بين الإسلام ودينه فإن اسلم من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم وإن إختار دينه فأبقوه على دينه وقرروا عليه في كل سنه دينارين ".


10- قال ابن عبد الحكم : لما أستقر عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط جمع الأقباط وقال لهم : " من كان عنده كنز وكتمه عني ضربت عنقه " فقيل له : " أن شخصا من الأقباط يقال له بطرس عنده كنز عظيم " فأرسل خلفه فلما حضر بين يديه قال له " بلغني أن عندك كنزا فأحضره " فأنكر بطرس ذلك فأمر عمرو بسجنه فسجن أياما . ثم أن عمرو قال للموكلين عليه " هل تسمعون منه يذكر احد من أصحابه في هذه المدة " ؟ قالوا : " نعم سمعنا يسأل عن راهب في الطور " فأرسل عمرو إلى بطرس وهو في السجن وأمره بأن ينزع خاتمه من أصبعه ويرسله إليه فأرسل إليه بالخاتم الذي كان في إصبعه فأخذ عمرو الخاتم وأرسل إلى ذلك الراهب الذي في الطور على لسان بطرس وهو يقول له : " أرسل لى الوديعة التي عندك صحبة حامل هذا الخاتم بسرعة " فلما رأى الراهب خاتم بطرس عرفه فلم يشك في تلك الأمارة بأنها صحيحة فأرسل على يد حامل الخاتم حقه مختومة بالرصاص ولما فتحها عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها " إن الأموال التي وجدت في كنوز فرعون تحت الفسقية الكبيرة التي بقصر الشمع . فتوجه عمرو فوجد الفسقية المذكورة فصرف عنها الماء فوجدوا أرضها مرخمه بالرخام الأبيض ففك ذلك الرخام فوجد مخبأة فيها ذهب دنانير مسبوكة كالعرمة القمح فنقله بالقفاف إلى داره فإذا هو إثنان وخمسون أردبا . ثم أن عمرو أحضر بطرس وضرب عنقه بحضرة جماعة من الأقباط فلما رأوا ذلك صار كل من كان عنده كنز أحضره بين يدي عمرو وإلا صار مثل بطرس . 


11 - قال ابن عبد الحكم : كان بالإسكندرية بابا مغلقا دائما وعليه أربعة وعشرون قفلا فعزم المقوقس علي فتحه فنهوه القساوسة والرهبان كثيرا فلم ينته عن فتحه ولم يسمع لهم شيئا وفتحه فلما دخل فيه فلم يجد به شيئا من المال ورأى علي صدر الحائط منقوشا هيئة تصاوير العرب وهم على خيولهم بعمائمهم وسيوفهم في أوساطهم وهم علي الخيل والإبل ورأى تحت الصور كتابه بالقلم القديم فإذا معناه : " إذا فتح هذا المكان في أخر الزمان , فتملك العرب المدينة في السنة التي يفتح فيها " . وكان الأمر كذلك وملكوا العرب المدينة في تلك السنة وكان كل من ملك الإسكندرية يجعل علي ذلك الباب قفلا وهذه الأقفال بعدد من ملك من الملوك .


12 - قال ابن عبد الحكم : أستمر المقوقس مقيما بالكنيسة المعلقة حتى هلك في أيام عمرو بن العاص وكان عمرو يكرمه ويقبل شفاعته في الأقباط وكان المقوقس يحضر إلى عمرو إذا كانت له حاجه فيقضيها له .

 


-  السنة الثلاث وعشرين :


1 - جاءت جماعه من الأقباط إلى عمرو بن العاص وقالوا له : " أيها الأمير إن لنيلنا سنه في كل سنة لا يجري إلا بها إذا كان أثنتا عشرة ليلة تخلو من بؤونه من الشهور القبطية عمدنا إلى جارية بكر وأخذناها من أبويها غصبا وجعلنا عليها الحلي والحلل ثم نلقيها في بحر النيل في مكان معلوم عندنا " فلما سمع عمرو ذلك قال " هذا لا يكون في الإسلام أبدا " فأقاموا أهل مصر بؤونة وأبيب ومسرى وتوت لم يجر فيها النيل . فلما رأى عمرو بن العاص ذلك كتب كتابا إلى عمر بن الخطاب فرد عليه عمر بن الخطاب ببطاقة وأمره أن يلقيها في بحر النيل مكتوب فيها " بسم الله الرحمن الرحيم من عهد الله عمر بن الخطاب إلى نيل مصر أما بعد , فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك " فأخذ عمرو بن العاص البطاقة وألقاها في النيل قبل عيد الصليب بيوم واحد وعيد الصليب سابع عشر توت فزاد النيل ستة عشر ذراعا دفعة واحدة في تلك الليلة .

 

2 - لما تولي المعز على مصر منع القبط مما كان يعمل في يوم النوروز من صب المياه على الناس في الطرقات ووقود النار في تلك الليلة وكانوا يخرجون في ذلك عن الحد ومنعهم أيضا مما كان يعمل في ليلة الغطاس من نزول المراكب وضرب الخيام على شاطئ النيل قبالة المقياس فأشهر النداء بإبطال ذلك وهدد من يفعل ذلك بالشنق فرجع الناس عن ذلك .

 

-  سنة ثمانين وثلثماية : 


1 - توفي الوزير يعقوب بن كلس فلما مات أخلع العزيز علي شخص من النصارى يقال له نسطورس وأستقر به وزيرا وأخلع علي شخص من اليهود يقال له منشاه وأستقر به وزيرا  في الشام فوقع منهما الأذى البالغ في حق المسلمين بمصر والشام .


2 - فأتفق ان العزيز راكب يوما وشق من القاهرة فزينت له فعمد بعض الناس إلى مبخرة من جريد وألبسها ثياب النساء وأيدها بأزرار وشعريه وجعل في يدها قصبه على جريدة وكتب فيها : " بالذي أعز النصارى بنسطورس وأعز اليهود بمنشاه وأذل المسلمين بك ألا ما رحمتهم وأزلت عنهم هذه المظالم " ؟ فلما مر العزيز على تلك الصورة وقرأها أشتد به الغضب وأمر بشنق الوزير نسطورس فشنق على باب قصر الزمرد في ذلك اليوم ثم أرسل إلى الشام فشنق اليهودي منشاه فشنق على باب قلعة الشام .


                                  الرب يبارك في كل عمل لمجد إسمه القدوس 

تعليقات

مساحة إعلانية – سيتم تفعيلها قريبًا
مساحة إعلانية – سيتم تفعيلها قريبًا
مساحة إعلانية – سيتم تفعيلها قريبًا
مساحة إعلانية – سيتم تفعيلها قريبًا