رواية بن إياس عن الأقباط
في خلافة الحاكم والصالح والناصر
خلافة الحاكم بأمر الله :
1 - هدم كنيسة وبني مكانها مسجدا فأقامت مده ثم أعادها على ما كانت عليه
كنيسة.
2 - أمر طائفة من اليهود بأن يعملوا في أعناقهم إذا خرجوا إلى الأسواق قرامي
خشب وزن كل قرمة خمسة أرطال , وأمر النصارى بأن يضعوا في أعناقهم صلبانا من الحديد
قدر كل صليب ذراع وأمرهم بأن يلبسوا المأزر العسلية عوضا عن الشاشات وأن لا يركبوا
بهيمة في الأسواق فأقاموا علي ذلك مدة ثم أعادهم إلى ما كانوا عليه .
3 - ومن الحوادث في أيامه أن النيل لم يزد لا كثيرا ولا قليلا فقيل للحاكم أن
هذا من فعل الحبشة فأمر بطرك النصارى بأن يتوجه إلى الحبشة فلما وصل البطرك إلى
الحبشة ودخل على ملكهم أكرمه وسجد له وسأله عن سبب قدومه فعرفه أن النيل قد نقص
وقد أضر ذلك بسكان مصر وأمر ملك الحبشة بفتح سد عندهم الذي يجري منه إلى مصر ماء
النيل لأجل أن البطؤك قدم إليه فزاد النيل في تلك السنة زيادة قويه حتى أوفى .
4 - كان الظاهر لدين الله مخلوعا نزها ففي أيتمه أذن للنصارى في إعادة ما كان يعمل في ليلة الغطاس وكان جده المعز أبطل ذلك في أيامه وكان من أجل المواسم في مصر وكان يعمل في ليلة الحادي عشر من طوبه وكان في تلك الليلة يجتمع المسلمون والنصارى عند شاطئ النيل قباله المقياس فتنصب هناك الخيام من جانبي النيل وتوضع فيها الأسرة لأعيان القبط وكان البحر يمتلئ بالمراكب من سائر المسلمين والنصارى . وكانوا يغطسون بعد العشاء قبالة المقياس ويزعمون أن من يغطس في تلك الليلة لا يضعف في تلك السنة .
ونادى الخليفة الظاهر بأن لا يختلط النصارى مع المسلمين عند الغطاس .
وفي القرن السابع والمائة :
سنة سبعمائة من الهجرة فيه رسم السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون بتغيير
زي اليهود والنصارى والسمره وكان سبب ذلك ان شخصا مغربيا كان جالسا بباب القلعة
فدخل عليه بعض كتاب الديوان وهو بعمامة بيضاء فبالغ في تعظيمه وظن أنه مسلما فتبين
له أنه من النصارى فدخل ذلك المغربي على السلطان وفاوضه في الكلام بأن يغير زي أهل
الذمة فأمر السلطان بإشهار النداء في القاهرة بأن اليهود يلبسوا عمائم صفراء
والنصارى يلبسوا عمائم زرق والسمره يلبسوا عمائم حمر وأستمروا على هذه الهيئة .
سلطنة الصالح صلاح الدين : سنة 754
وفي هذه السنة نادى السلطان في القاهرة أن لا يهودي ولا نصراني يستعان بهم في ديوان وأن لا يركبوا مع مكاري مسلم وأن تكون عمائمهم أقل من عشره أذرع وإذا ما مروا بالمسلمين وهم راكبون ينزلون عن البهائم وأنهم لا يدخلون الحمام إلا وفي أعناقهم صلبان خشب قدر قرمه كبيرة وأشرطوا عليهم أشياء كثيرة من هذا النمط.
سلطنة الناصر حسن : سنة 759
1 - السلطان الناصر حسن رسم للأمير صرغتمش بأن يهدم الديوره والكنائس الكبار
وكان يومئذ بشبرا القاهرة كنيسة كبيرة علي شاطئ النيل وكان بتلك الكنيسة صندوق من
الخشب مقفول بقفل من الحديد وفيه عقده من إصبع يسمونه الشهيد وإذا كان يوم الثامن
من بشنس من الشهور القبطية تجتمع الرهبان ويخرجوا ذلك الإصبع ثم يغسلونه في بحر
النيل ويزعمون أن النيل لا يزيد في كل سنة حتى يلقوا فيه ذلك الإصبع ويسمون ذلك
اليوم عيد الشهيد وكانوا ينصبون الخيام على شاطئ بحر النيل وتنفق من الأموال هناك
ما لا يحصى وكان يباع بشبرا في يوم عيد الشهيد خمر بثلاثة ألاف دينار وكانت شبرا
تزرع كلها كروم فتعصر خمرا .
2 - فقام الأمير صرغتمش في إبطال ذلك الإصبع وإلقائه في النيل . ثم أن الأمير
صرغتمش شكى للسلطان مما يعمل في عيد الشهيد من المفاسد وأنواع الفسوق بشبرا فرسم
السلطان لوالي القاهرة علاء الدين بن الكوران بأن يتوجهوا إلى شبرا ويمنعوا الناس
من نصب الخيام على شطوط البحر وأن من فعل ذلك شنق من غير معاوده فرجع الناس عن ذلك
من يومئذ .
3 - ثم أن السلطان رسم للأمير صرغتمش بأن يتوجه إلى شبرا ويهدم تلك الكنيسة التي بها الإصبع فهدمها وأحضر الصندوق الذي فيه الإصبع إلى السلطان فأمر بحرق الإصبع بحضرة القضاه ورمى رماده في البحر . فلما جرى ذلك زاد النيل المبارك في تلك السنة زيادة لم يعهد بمثلها وأستمر في كل سنة يزيد على عادته في السنين الماضية وبطلت تلك السنه السيئة
4 - اما في سنة 787 أمر السلطان أن يبطل ما كان يعمل في يوم عيد النوروز ( عيد النيروز حاليا او عيد رأس السنة القبطية )
لأنه كان في ذلك اليوم يجتمع عدد كبير من الناس وكان واحد منهم وهو عريان يركب حمارا ويطلقون علية أمير النيروز أو كما يسميه بن إياس أمير النوروز .
ويذهب هذا الشخص وعلى راسة طرطور من الخوص ويقف على باب أحد كبار الدولة او أحد المشاهير ومع عدد كبير من الناس او كما يقبهم إبن إياس ( أوباش الأعوام ).
ثم أن هذا الشخص الذين يلقبونه أمير النيروز ومعه العدد الكبير من الناس يجبرون هذا الشخص الميسور الذي من الأكابر أو المشاهير أن يوقع على نفسة عدد من الوصولات لاكثير من المال .
وإذا أمتنع هذا الشخص عن أن يوقع الوصولات على نفسة فأن امير النيروز ومعة عوام الناس يبهدلونه ويسبونه ويأخذون منه المال بالإجبار .
أي أنه طوعا أو كرها يأخذون منه المال .
5 - بالإضافة علي هذا كان الشعب في هذا العيد لهم عادات غريبة منها أنهم كانوا يقفون صفوفا في الطرقات ويتراشقون الماء المتنجس أو يتراشقون بالخمر ( علي حسب قول إبن إياس ).
6 - فلما جاءت دولة الشراكسة وسلطانها الظاهر برقوق أمر هذا السلطان بإبطال هذه العادات التي كانت تحدث في يوم النيروز .
وأمر ان يقبض عل من يفعل هذه الأفعال ويضربونهم وربما تصل لقطع أيدي مجموعة منهم .
تعليقات
إرسال تعليق