المؤرخ المصري إبن إياس
من هو بن إياس :
1 - هو زين العابدين محمد بن أحمد بن
اياس الحنفي الناصري القاهري ، الملقب ”
أبو البركات ” .
2 -
ولد في القاهرة سنة
3- توفي في القاهرة
4 - هو مؤرخ مصري من أصل شركسي وهو من أشهر المؤرخين الذين أرخوا للعصر
المملوكي وبالذات في نهاياته قبل وفي فترة الغزو العثماني لمصر سنة 1517م وبهذا
يعتبر من أهم مؤرخين مصر في العصور الوسطى.
5 - جده هو الأمير اياس الفخر الظاهري كان من مماليك الظاهر سيف الدين برقوق.
وأبوه كان أمير وعلي اتصال بالأمراء وموظفين الدولة المصرية .
6 - ابن اياس كان يكتب الشعر ويحبه
وفي كتابه أشعار من تأليفه وتأليف غيره .
7 - عاصر ابن اياس حوادث نهاية عصر المماليك الشراكسة ( المماليك البرجية ) وحضر
الغزو العثمانلي علي يد السلطان العثماني سليم الأول ويعتبر كتابه ” بدائع الزهور
في وقائع الدهور ” أهم مصدر للمعلومات عن هذه الفترة والتي كتب عنها بالتفصيل
بطريقة الحوليات يوم بيوم ويعتبر هو المؤرخ الوحيد الذي كتب عن هذه الفترة .
فكر بن إياس ومنهجه :
1 - كان ابن إياس أديبا ومفكرا كبيرا إلى جانب كونه مؤرخا لامعا مرموقا شهد
أحداثا ومواقف كثيرة , فدون ما رآه وطرق سمعه وسجل تاريخ عصره بتفاصيله بطريقة
موضوعيه ونزيهة وصفت بالصدق والعمق في تناول الأحداث .
2 - والواقع أن ابن إياس كان على جانب من القدرة العالية في النقد . فلم يقنع
بسرد الحوادث والوقائع والوفيات علي ذات وتيرة أغلب السالفين من كتاب التاريخ بل
وقف بين الحادثة والأخرى يشرح ويعقب ويتفلسف مع شيء من القوة في الحكم والجرأة في
التقدير والمغالاة في التصوير . وربما شجعه علي ذلك اتصاله ببعض أعيان البلاط السلطاني
في عهود مختلفة كالأمير تمراز الشمسي , والأمير أقبردي الدوادار الكبير وكلاهما من
رجال عصر سلطان الديار المصرية قايتباي ( المتوفي عام
3 - كما أتصل بأبي بكر بن مزهر وأبنه البدري محمد والقاضي محمود بن أجا . وهم
ممن شغل وظيفة كاتب سر في الدولة . وهذا فضلا عن صلته بأخيه الجمالي يوسف الذي
أمده بما جرى بالقلعة من أخبار وأسرار.
- أسلوبه في الكتابة :
1 - أسلوبه وترتيب الأحداث مميز جدا . فكان يكتب بلغة عربية
بسيطة وواضحة مخلوطة باللغة المصرية التي كان الناس يتكلمونها في عيشتهم اليومية
وكان حريص علي توضيح المصادر التي أعتمد عليها في الأحداث التي لم يعاصرها.
2 - - وعاش في عصر مؤرخ كبير أسمه ” السيوطي ” ( نسبة لأسيوط )
3 - امتاز تدوينه للوقائع التاريخية عن غيره من المؤرخين بالنزاهة والموضوعية
وإثبات الحقيقة دون محاباة أو تحيز لاستخلاص العبر من مجريات التاريخ . مع أنه كان
يكتب تاريخ عصر كان قومه من الشراكسة هم حكامه وسلاطينه أي تاريخ عصر السلاطين
الشراكسة في مصر وبلاد الشام.
4 - ومما ساعد المؤرخ الكبير ابن
اياس علي التفرغ لتدوين الحوادث التاريخية بموضوعية وحرية أنه كان يعتاش من إقطاع
ممنوح له ( وهو ما يشبه التقاعد اليوم ) لكونه من أولاد الناس ( أبناء الأمراء
المتقاعدين ).
- لماذا بن إياس مصدر ثقة :
توجد ثلاثة اسباب عند بن إياس تجعله مصدرا موثوقا فيه لمعرفة تاريخ نهاية
المماليك .
أولا :
ان بن
إياس رغم جذوره المملوكية لكنه ذكر عيوب سلاطينهم ومزاياهم . وهو نفسه بن إياس
الذي ذكر مجازر العثمانيين لكنه أحترم سليم الأول ولم يسبه . وسبب حياد بن إياس
أنه في الأصل لم يكن محتاجا للمماليك وكتب بحرية تامة ليس لأن المماليك ديمقراطيين
وإنما لأن بن إياس ليس عنده ما يخاف عليه وليس له مطلب في التميز من السلاطين لأن
له إقطاع مالي يعيش منه وتم منحه لأبيه المتقاعد وذريته .
ثانيا :
ابن إياس لم يكن صاحب رأي وإنما راو لأحداث كان هو شاهد عليها وقد بدأ
كتابه تاريخه في سن الخمسين واختلف الجزء الرابع والخامس عن بقية الأجزاء لأنه
اهتم بتدوين التاريخ يوما بيوم منذ
ثالثا :
ميزة تجعل بن إياس يختلف عن محمد بن أبي السرور الصديقي البكري . صاحب
كتاب ” التحفة البهية في تملك أل عثمان الديار المصرية ” أن ابن إياس لم يكتب
الكتاب متملقا للسلطان سليم الأول وإنما أراد نقل صورة حية بطريقة إخبارية وثائقية
. وعليه فإن ابن إياس رصد سلبيات وايجابيات الجميع . بينما البكري لم يشهد الوقائع
وكان هدفه من الكتاب تقربا لدولة بن عثمان في ظل تطويرهم للأزهر واستحداث مناصب
فيه وكان البكري ضمن المرشحين.
- وقد دون ابن اياس في كتابة قصيدة شعرية جميلة ومؤثرة عن غزو العثمانلية
لمصر سنة
( نوحوا علي مصر لأمر قد جري ... من
حادث عمت مصيبته الورى
زالت عساكرها من الأتراك في ... غمض
العيون كأنها سنه الكرى
الله أكبر أنها لمصيبة ... وقعت بمصر ما لها مثل يرى )
مؤلفاته :
1 – " بدائع الزهور في وقائع الدهور" :
أ - وهو موسوعة ضخمة عن تاريخ مصر من بداية التاريخ لسنة
1522 ويعتبر الجزء الاخير منه عن الغزو العثمانلي أهم الذي كتب بخصوص هذا الموضوع
ب - اثنان من المصريين أرخا لنهاية
المماليك وبداية الحكم العثماني . أحدهما هو محمد بن ابي السرور الصديقي البكري
صاحب كتاب ” التحفة البهية في تملك أل
عثمان الديار المصرية ” والذي لم يحضر أصلا تلك الفترة حيث ولد بعدها بـ 72 سنة
واتسم كتابة بإسقاط وقائع تاريخية تدين العثمانيين .
جـ - أما ثاني المؤرخين فهو بن إياس صاحب كتاب ” بدائع الزهور في وقائع الدهور
” وهذا الكتاب ( خمسة أجزاء في ستة مجلدات ) ويتكلم فيه عن الذين حكموا مصر
والمناطق المجاورة لها والأحداث التي حدثت وعن الوفود التي كانت تأتي إلي مصر من
البلاد الأخرى مثل الهند وتركيا وأوربا وشمال أفريقيا والحبشة وغيرها . وذكر
سلبيات وايجابيات كلا من المماليك والعثمانيين .
د - أول هذه المجلدات من بداية
الخليقة حتى عام
هـ - موضوع سقوط الدولة المملوكية في تاريخ بن إياس موجودان بالجزء الرابع
والخامس ويستهله بعصر السلطان قنصوه الغوري . وختاما باستقرار سليم الأول.
د - " الزيني بركات " شخصية حقيقية من
كتاب"بدائع الزهور في وقائع الدهور" وقد أستلهمها الروائي المصري ( جمال
الغيطاني )في روايته" الزيني بركات" التي اشتهرت وترجمت الي لغات كثيرة
.
2 – " نشق الأزهار في عجائب الأقطار "
ويسمي أيضا ( خريدة العجائب وبغية الطالب ) وهو كتاب عن جغرافية مصر ومناطق
أخري منها الأندلس والحجاز وتطرق الي الآثار الفرعونية وملوك مصر الأقدمين .
3 – " مرجع الدهور "
4 – " عقود الجمان في وقائع الأزمان "
وهو مختصر لتاريخ مصر وهذا غير كتاب المؤرخ بدر الدين العيني الذي له كتاب
بنفس العنوان.
5 – " نزهة الأمم في العجائب والحكم "
وهو كتاب به تاريخ مختصر للعالم .
تعليقات
إرسال تعليق